معهد مدنين يحتضن تظاهرة الخيمة الرقمية

احتضن معهد مدنين أيام 16-17-18 نوفمبر 2005 تظاهرة ثقافية جهوية تحت عنوان الخيمة الرقمية لمواكبة القمة العالمية نظّمها كل من المكتب الجهوي للشبيبة المدرسية والمكتب الجهوي لمنظمة التربية والأسرة والمكتب القاعدي للشبيبة المدرسية بالمعهد بالتعاون مع الإدارة الجهوية للتعليم والمركز الجهوي للمكتبية والمايكرو إعلامية بمدنين.
وقد تولّى السيد كمال بن علي والي الجهة افتتاح هذه الخيمة
فتفقد سير مختلف الو رشات واطلع على معرض رمزي
من إنجاز التلاميذ يصوّر النقلة النوعية بين الثقافة التقليدية والثقافة الرقمية كما عرض أمام سيادته التلميذان صلاح حسين وأشرف ناجي مشهدا مسرحيا جسّد فيه هذه التحوّلات. وإثر ذلك ألقى سيادته كلمة نوّه فيها بمجهودات الأسرة التربوية في الجهة وخص منها بالذكر والثناء المضاعف الأسرة التربوية بمعهد مدنين ومنظمتي الشبيبة المدرسية والتربية والأسرة العاملين على إقامة هذه التظاهرة التي جسمت الحرص الرئاسي على دفع الناشئة إلى مواكبة التطورات الحثيثة في مجال الثقافة الرقمية.
وتعميما للإفادة حرص المنضمون على تشريك كل المدارس الإعدادية والمعاهد الثانوية من مختلف معتمديات الولاية فتم استدعاء تلميذين ومربي من كل مؤسسة هذا بالإضافة إلى عدد من الأولياء والإطارات الجهوية والمربين.
انطلقت الفكرة بعد أن تم الإطلاع على قرار منح الأسرة التربوية عطلة استثنائية بمناسبة القمة العالمية فحرصت مختلف الأطراف المنظمة على أن يستفيد جمهور التلاميذ من هذه الفرصة أفضل استفادة واتفقوا على أن يحولوا قاعة مطعم المعهد إلى فضاء رقمي مفتوح يجمع بين التثقيف والترفيه في تظاهرة اختاروا لها اسم "الخيمة الرقمية". لقد راوحت هذه التظاهرة بين الأصالة في شكلها الخارجي والحداثة في مضمونها وهذا ما يبدو من خلال عنوانها فالخيمة أو "العشة" أو "بيت الشـعـر" هي محاولة لتثبيت التلميذ في هويته ودفع له لإبراز خصوصيات جهته الثقافية والتمسك بها وعدم التنصّل منها خاصة في زمن عولمة الثقافات. وقد لمس المنظمون نجاحا في تجسيم هذا الهدف من خلال اندفاع التلاميذ إلى تشكيل هذه "العشة" العملاقة. فهم الذين تطوعوا لجلب هذه "العشايش" وهم الذين قاموا بنصبها ولف قاعة المطعم بها من الخارج رفقة الزغاريد وتوزيع الحلوى عملا بعادات و"أسبار الأجداد" مما أعطى الفضاء رونقا تراثيا حضي بإعجاب جميع من زاره، أما في محتوى هذه الخيمة العملاقة فقد حرص المنظمون بالتعاون مع إطارات المكتب الوطني للمكتبية والإعلامية بمدنين على أن يكون ثقافة رقمية متنوعة تدفع التلميذ إلى الانفتاح على ثقافات العالم ومواكبة الثورة الرقمية وذلك بنصب تسع ورشات رقمية تحتوي كل ورشة على حاسوب موصول بشبكة الانترنيت وبنصب شاشة عملاقة تمكن التلاميذ من الإطلاع على آخر المستجدات وعرض أعمالهم وإبداعاتهم في مجال الإنتاج الرقمي.

لقد تميزت هذه التظاهرة ببرنامجها الثري إذ استفاد التلاميذ خلالها من ثلاث محاضرات:
• الأولى: ألقاها الأستاذ محمد صالح اللملومي تحت عنوان : القمة العالمية، الحدث والأبعاد.

• الثانية ألقاها الأستاذ الثابت النجار المدير الجهوي للتشغيل تحت عنوان: الثقافة الرقمية، فرص أوفر للتشغيل وبعث المؤسسات.
• الثالثة ألقاها الأستاذ حسن الغرياني مدير معهد مدنين تحت عنوان: التعلّم عن بعد والمدرسة الافتراضية.
كما استفادوا أيضا من إبحار مجاني عبر شبكة الإنترنت طيلة ثلاثة أيام وتمكن المتميزون منهم من عرض إنتاجهم الرقمي الذي كان موضوع مسابقة حيث تم تتويج المتميزين منهم.


كما تم تمكين أهل الخيمة من رحلة استطلاعية وترفيهية لمعهد
المناطق القاحلة بمدنين حيث مكنتهم إدارة المعهد مشكورة من
مشاهدة شريط وثائقي يصوّر تاريخ المعهد وأهم إنجازاته العلمية
كما أتاحت لهم الفرصة لزيارة المخابر والاستماع إلى إفادات عدد
من الباحثين في مجال علوم النبات وعلوم الحيوان.
إضافة إلى كل ذلك راوحت الخيمة بين التثقيف والترفيه حيث
تمتع التلاميذ بسهرتين تنشيطيتين أحيتهما فرقة العندليب بدار الثقافة ابن سينا وتم خلالها عرض مواهب بعض التلاميذ في الغناء
والرقص والمسرح والإلقاء. ولعلّ أهم ما برز خلال هذه التظاهرة
هو قدرة أبناء الجهة على الإبداع في مجال الثقافة الرقمية والخروج من طور الاستهلاك إلى طور الإنتاج كما برزت أيضا روح التطوع التي اتسم بها أهل الخيمة من تلاميذ المعهد حيث تم بفضل مجهداتهم وتوزيعهم إلى لجان استقبال: مبيت- تغذية- نظام- وتنشيطا- تأثيث فضاء التظاهرة وتوفير كل ما يلزم لإقامة التلاميذ الضيوف فتم تحويل القمة عدد 2 بشكل استثنائي إلى قاعة مطعم.
وتم توفير الأغطية وتحريك كل التجهيزات في زمن قياسي والقيام بحملات نظافة قبل بداية التظاهرة وعند انتهائها وقد استمرت التظاهرة طيلة ثلاثة أيام في أجواء شبابية بهيجة مما خلق لحمة بين أهل الخيمة من محليين وضيوف فلم يجدوا للتعبير عن لوعة الفراق إلا الدموع والتواعد على اللقاء في تظاهرات مماثلة.